الصفحة الرئيسية > الرصيف (قصص جداً قصيرة) > مذكرات الأيام السِّت.. الطريق إلى النبك.. (2)

مذكرات الأيام السِّت.. الطريق إلى النبك.. (2)

مارس 16, 2009 أضف تعليق Go to comments

اليوم الثاني
(1)

في الصَّباح الباكر، جاءَ رجلٌ آخر، فتحَ بابَ الزنزانة وبدأ يلقي شتائم لَم أفهَم معظمها، كنتُ ما أزالُ في حالة من التيه وشيء من الضياع، كانت ليلةً مِن كابوس.. وإن غفلت عيني فيها قليلاً فهي لم تغفل إلا على حلمٍ واحِد.. أن كلَّ ما يجري مجرد خطأ وسيتم تصليحه في أقرب وقت، مع مرور الوقت كان يتضحُ لي تماماً مدى الوهم الذي أنا فيه، كانَ هذا الرجل أشدّ غلاظةً ووحشيةً مِن رجل الأمس.

تقدّم إلى داخل الزنزانة، كانت حركة يده ونظرات عينيه توضحان تماماً بأنه ينوي ضربي، لَم أفهم ما المشكلة، حتى أمرني بالوقوف وبدأ يهذي “مرة تانيي بتقوم توقف على حيلك بس فوت ولا، ماتشوف حالك عليْنا، فهمان ولا”.. قمتُ بالتحديق في عينيه بهدوء، وقلت له: “طول بالك، ما كنت منتبه، بعدين أنا أول مرة بفوت هيك مكان وما بعرف قوانين التعامل فيه”..، ثم بدأ بإلقاء شتائم متواصِلة، بلعتها بصَمت، أعطاني رغيفين وبيضتين وقال لي إنه فطور لي ولزميلي في الغرفة، وزميل الزنزانة هذا كان مزوّر رخصة سيارة شحن كان قد اقتيد إلى التحقيق، عندما عادَ هذا الرجل لاحقاً أعطيته الرغيفين والبيضتين. كنت عاجزاً تماماً عن إدخال لقمة واحدة في جوفي، وكان جسدي غاضباً وروحي في حالة هيجان ومشاعري في قلق وهوس..

بعد لحظات، عادَ ذلك الغليظ الوقح، فتحَ الزنزانة واقتادني إلى الخارج، وضعني في غرفة التحقيق وأمرني بالبصم على أوراق لم يُسمح لي بقراءتها (وأنا لا أعرف مضمونها إلى الآن).. ثمَّ قادني خارجاً وبدأ بتوجيه ضربات خفيفة بكفه على قفا رأسي بنوع من الإذلال، ومرّة أخرى اجتاحني شعورٌ بغيض تجاهَ هؤلاء القردة الذين لا يعرفون مِن الحياةِ إلاّ أكثرَ تفاصيلها وساخة، كنت مشتعلاً ومصاباً بإحباطٍ شديد، كانَ بجانبي مجموعة أولاد أعمارهم بين 18 وال 20 اقتادوهم إلى المكان لنفس السبب (تخلّف عن الخدمة).. بعضهم لم يكن يعرف أنه متخلّف أصلاً لأنه لم يصله أي تبليغ من شعبة تجنيده وهذا سينطبق على معظم الشباب الصغار الذين سأقابلهم فيما سيأتي من سجون وأقبية و”مشخات” (عافاكم الله) مسخرة ومذلة وغباء..، أيُّ عالمٍ هذا الذي نعيشُ فيه.. أيُّ عالم ؟!..

لحظات.. حتى دخل أحدَ هؤلاء الكلاب وهوَ يقتاد (طفلاً) آخر.. كان ذلِك (الطفل الشاب) مرعوباً بدرجات عندما نطق بكلمات قليلة مفادها أنه لم يكن يعرف أنه متخلف حتى انهارَ عليه ذلك الغليظ الوقح بصفعاتٍ متتاليةٍ على وجهه، الشباب الصغار بجانبي بدؤوا يبكون، لأنهم خافوا من تلقي نفس المصير، فقمت بتهدئتهم وأخبرتهم أن لا أحد سيقترب منهم إن فعلوا ما يُطلب منهم، ولكن ذلك النذل عادَ ليوجه صفعات إلى قفا رأسي مجدداً وهوَ يعرفُ تهمتي (تخلف عن الخدمة) وعمري ومهنتي، لكنهُ مريض..

هؤلاء البهائم.. يفرغون نقصهم عندَ أول فرصةٍ تسنحُ أمامهم في الأطفال والمثقفين، كانت هذه اللحظات الأخيرة عصيبة جداً، وكنتُ أرجو أن أنتهي منها دون أن أبدي أي ردة فعلٍ قاسية قد تزيد الأمور سوءاً وفي نفس الوقت وجدتني مضطراً لتهدئة الشبان الصغار الذين رافقوني رحلةً بدأت بعدَ لحظات.

(2)

كانت الساعة حوالي العاشرة والنصف صباحاً عندما اقتادنا مجموعة من أربعة رجال إلى سيارة خارج الفرع، حشرونا في صندوقها الخلفي؛ أنا وشابين في التاسعة عشرة من عمرهما، كلاهما تم اقتياده بدون تبليغ مسبق، وقفنا للحظات أمام أحد الأبواب، كنا في انتظار الخامس ليرافقنا من جديد إلى إلى قسم الشرطة العسكرية في المدينة المجاورة..

“هل نحن مجرمون، خمسة رجال وبنقدية وذخيرة.. إنها الحرب لا محالة، هؤلاء الذي يهربون كالقطط عندَ أولِ اختبار رجولة حقيقي”.. لحظات حتى أتى ذلك (الخامس) وعلى ما يبدو فإنه كان مغتاظاً لأنهم أفاقوه من نومهِ باكراً، فكانَ أول ما فعله لدى دخوله السيارة أن توجه إلى الصندوق الخلفي وبدأ ينهال علينا بالضرب، بقية مدّعي الرجولة (النساء) ضحكوا قليلاً من الموقف ثم أوقفوه، ثمَّ أخبره أحدهم بأني مهندس، فما كانَ منه إلاّ وأن بدأ بتوجيه شتائم أصابَ في أحدها (عَرضي) مباشرةً.. الآخرون استمرّوا في الضحك، أما أنا فقد شددت يدي على القيد حتى أني أحسستُ أنها على وشكِ الانكسار، وقد تسببتُ بألمٍ لنفسي، لا شيءَ يمكنُ وصفهُ هنا.. باختصار شديد (أنا منهار.. منهار تماماً).

(3)

في فرع الشرطة العسكرية في المدينة الأخرى، قاموا بإنزالنا إلى (قبوٍ آخر)..، وتمَّ تسليمنا إلى (السِّجن) هناك، دخلنا غرفةَ التحقيق، وتم أخذ بياناتنا وأماناتنا، ثم قادني أحدهم إلى الخارج، وأمرني بالانتظار قليلاً، الشابين الآخرين تم تفتيشهما وتعريتهما وأُخذوا إلى زنزانة قريبة، أما أنا فقد تمَّ أخذي إلى شعبة التجنيد بصحبة عسكري، هناك أعطوني ورقة إيداع لمدة 24 ساعة حتى يتمّ السؤال عن أوراق تأجيل الخدمة في دمشق، ثم تم إعادتي إلى سجن (الشرطة العسكرية)، أدخلوني إلى هذا المكان المظلم، ومرة أخرى، مجموعة كلاب وأنذال قاموا بتفتيشي بطريقة غوغائية عُريتُ تماماً، ثمَّ أدخلتُ إلى زنزانة مكتوب عليها (مهجع المدنيين).

المكان قذر، وفيه زاوية يتم قضاء الحاجة فيها، تملأ المكان بالروائح القذرة، أما نزلاء هذا المهجع فهم إمّا مجرمون محكومون، وإما متهمون ينتظرون صدور قرار القضاء العسكري بأمرهم، معظمهم أصحاب سوابق لديهم مشاكل مع جهات عسكرية، (م , أ) تاجر مخدرات يملك الملايين، لديهِ تهمة إشهار سلاح في وجه مدني أعزل غير تهمته الأساسية تجارة المخدرات وتهريبها.. وآخر نسيت اسمه يحمل على عاتقه ثماني تهم كاملة، لم أستطع تذكر إلا أهونها وهو سلب بالعنف، وآخر متهم بحيازة سلاح وآخر القتل عن قصد بعد مشاجرة، وآخر مهرّب خطير، وآخر يملك تهَم قديمة لَم تنتهِ محاكمته منها بعد.. و و و والخ..

كل هؤلاء جمعني معهم زنزانة واحدة ومعَ مجموعة شباب صغار في السِّن وكلُّنا تحت نفس السقف، شباب لم يجدوا في قواميسهم للإجرام معنىً بعد.. كانَ ذلكَ اليوم قاسياً جداً، وحالة الاختناق التي أصابتني لَم تمنعني أبداً مِن تداول الحديث مع البعض، كنتُ غاضبا وحزيناً في نفس الوقت، لا أعرف لم وجدتني مضطراً للتخفيف عن أولئك الشبان الصِّغار، فهم لا يستحقونَ أبداً ما هم فيه، مساكين لا يفهمون كل ما يجري، ومستسلمين تماماً لما صاروا فيه كالقرابين، ولا يسألون إن كان خطأ أو صواب، الكل يبحثُ فقط عن خلاص لتنتهي كل هذه الأزمة وأن يزولَ هذا الكابوس المرعب.

لليوم الثاني على التوالي فقدتُ القدرة على الأكل، حتى بدأت أوجاع الرأس تتصاعَد، وجدتُ نفسي عندها مضطراً لتناول بعض الخبز حتى آخذ دواء تمَّ تقطيره لي بالحبَّة مِن قبل العساكر السجانين. حتى هذه اللحظة، كانت حالة الانهيار التي عشتها مشوبة ببعض أمل أن تأتي أوراقي من دمشق بالموافقة على التأجيل، وتصوّروا معي أنني إلى الآن موقوف وأتنقل من ذلّ إلى ذل.. دونَ تهمة بحقي، ويُنتظر مني أن أكونَ جاهزاً لخدمةِ العلم، وأنا واللهِ.. أحب هذه الأرض، ولأنني أحبها، سأتجاوز هذا الأمر، لا بدَّ من ذلك، فلَن أتوقفَ عندَ هذا أبداً، لا أستطيع التوقف، فعلى هذه الأرض ما هوَ أطهر لأضحي لأجله، وهؤلاء الكلاب سينتهون.. جميعهم إلى زوال.

لَم أستطع النوم. الروائح القذرة، صوت شخير يأتي من هنا وهناك، قلقٌ وترقب، وبردٌ شديد في كلّ شيء.. في كل شيء، حتى بدأت السماء تُمطر، بعثَ المطرُ في داخلي شيئاً مِن الشعور بالأمان… ونِمت.

———————————–
a2a_linkname=”مذكرات الأيام السّت.. الطريق إلى النبك 2″;a2a_linkurl=”https://medaad.wordpress.com/2009/03/16/conscription2/”;
———————————–

مواضيع ذات صلة:
– مذكّرات الأيام السِّت.. الطريق إلى النبك (القسم الأول)

  1. مارس 16, 2009 عند 7:37 م

    بئسا للخدمة العسكرية،
    ما هكذا يبنى حماة الوطن، ما هكذا..

  2. مارس 16, 2009 عند 8:42 م

    مداد لا أستطيعأن أصدق ما يحدث .. والله مخيف جدّاً .. أن يعاني شبابنا من هذا الإذلال كلّـــه دونَ حق ..
    أعجز عن الكلام حاليّاً .. : (

  3. decemberforever
    مارس 17, 2009 عند 3:58 ص

    قرأتُ ما كتبت..وتألمت لألمك..تألمت لأن ما كتبته حقيقة..عن وطن يقال أنه وطننا..
    تألمت لأن أشخاص معقدين نفسيا مصابين بعقدة النقص “لا يعرفون مِن الحياةِ إلاّ أكثرَ تفاصيلها وساخة”..يفرضون علينا أن نكره ونحقد على ما نحب..
    لكن الأحرار عندما يحبون وطنهم..يحبونه بصدق..
    “وأنا واللهِ.. أحب هذه الأرض، ولأنني أحبها، سأتجاوز هذا الأمر، لا بدَّ من ذلك، فلَن أتوقفَ عندَ هذا أبداً، لا أستطيع التوقف، فعلى هذه الأرض ما هوَ أطهر لأضحي لأجله، وهؤلاء الكلاب سينتهون.. جميعهم إلى زوال”.

  4. مارس 17, 2009 عند 4:48 ص

    الحمدالله إني ولد وحيد ومابخدم جيش
    بس حبيبي هادا بيصير وعبيصير ومو بس منشان الجيش
    إذا لم أكتب لك مجددا بيكونوا دقوا فيني وأنا ببقى بخبرك إيامي من هونيك
    أحسن هيك زلقتنا بالحكي

  5. جنين2002
    مارس 17, 2009 عند 6:28 ص

    هتكولك عرضك
    كسرولك قلبك
    قتلولك حلمك

    يعني شفت يهود الداخل هودي الكلاب المتعوودين ينهشوا من اللحم الحي شفتهم يا ريت ما سمعت بهل قصه بكل ابعادها ومعانيها بس بهنيك على جراتك وشجاعتك

    في عجوز ختيار سوري شاف واحد لبناني بالشام قام ساْله انت بتعرف السيد حسن نصر الله قله الزلمه ومين ما بيعرفه قله الختيار الله يخليك خد هل كلين من الزيتون اللي جايبهم من الضيعه ووصلهم للسيد

    لجنون فنون وجنونا العشق ولح نضل منحبك يا وطني يا بلد العيد

  6. mahamed
    مارس 17, 2009 عند 6:46 ص

    This is a systematic well and carefully crafted school to destruct the soul of human beings and to pull out individuality and dignity from young people. It is a preparation for personality cult. I believe this things been going on for a long time, and this is the only way you can explain the Syrian personality, it is very distinguished from all personalities of the neighboring countries.
    In her book Ambiguities of domination by Lisa Wedeen, she describe the following dream by one guy serving military service,

    http://journals.cambridge.org/action/displayAbstract?fromPage=online&aid=192911

    You can read part of her book on google
    http://books.google.com/books?id=4UF9zIcOOCYC&pg=PA28&dq=syrian+individual+personality+chicago&lr=#PPR5,M1

  7. sueno
    مارس 17, 2009 عند 7:56 ص

    بقول زياد الرحباني (قوم فوت نام وصير حلام أنو بلدنا صارت بلد )
    يا سيدي حتى بالحلم رح تلاقي رقيب وحدا يقمعك وما يخليك تحلم بالبلد
    بعدين ليش هيك مستغربين وكأن ما بتعرفوا بهل أجواء الخلبية الموجودة
    هاد نظام الطوارئ يعني في كتير ناس بياخدون وبزتون بالسجن لسنين وسنين ويمكن يموتوا بالسجن وهاد من غير أي تهمة واذا صار وطلعون من السجن بجردون من حقوقن المدنية
    انسى……………………..
    تصبحون على وطن

  8. مارس 17, 2009 عند 1:22 م

    فعلا .. ما تحت الرماد .. قد يكون نار و جمر..

    ماجد
    مدونة لعيون لين
    http://www.majedlife.com

  9. مارس 17, 2009 عند 2:46 م

    ما أذكره من قصة مشابهة لقصة الكاتب ..
    أن باب الزنزانة كان يُفتحُ الساعة الرابعة صباحاً ويدخل رجلٌ بيده طعام يسمى مجازاً :طعام .
    ثم يطلب من ” المجرمين ” أن يختاروا بين الشراء أو الاستعداد لموجة إذلال جديدة .
    طبعاً كانت أسعار الزنزانة هي الأمر الوحيد الذي يصنف بخمسة نجوم فيها .

    ربما كانت الصفعة الأولى أكثر إيلاماً من لاحقاتها ..

  10. Asma
    مارس 17, 2009 عند 4:30 م

    حرام والله اللي بيتعمل في المواطن وهو كل ذنبه انه مواطن!!!!

  11. مارس 17, 2009 عند 5:14 م

    المؤسسة العسكرية هي الاضخم والاهم وللاسف هي الاكثر فسادا في سوريا وتبعات فسادها مؤثر على كل المرافق في سوريا ..
    شخصيا لست مع الغاء الخدمة بالعكس تماما , اعتقد ان الخدمةيجب ان يمارسها الجميع .. بمن فيهم الوحيد (مثلي) والاناث ايضا ..لكن في ظروف مختلفة تماما
    عندما نطرح تساؤلا , لماذا ينفر الشبان السوريون من الخدمة .ز ليست دعوة لالغاء الخدمة .. بل لمحاولة الحصول على جواب لهذه المعضلة ومن ثم ايجاد حل لها ..
    شعبنا في غالبيته متدين .. ومفهوم الشهادة مزروع في غالبيته ..والسوريون يحبون وكنهم وليسو بالجبناء ..
    اذن العيب في شكل المؤسسة الحالية وفي نظامها ..
    هناك اسئلة جرئية جدا تستحق الطرح والنقاش ..:
    -هل جيشنا بشكله الحالي وبنيته الحالية حقا قادر على جماية البلاد والدفاع عنها (وهذه وظيفته الاساسية )
    – الا يحتاج هذا الجيش الى اصلاح بنيوي..فما يزال يدار بعقلية ما قبل الحرب العالمية ..
    – المشكلة الاجتماعية : كيف نجعل الانسان السوري يفتخر بخدمته العسكرية , ويعتبرها الشاب السوري عامين تمرس بهما على الحياة والفنون العسكرية وحب الوطن , لا عامين من الذل والمهانة والعمر الضائع ..لا عامين يكون فيها الجامعي عالة مادية على اهله (مصروف الجيش ) ..
    لما لا تكون رواتب العسكري في الخدمة مثل رواتب المدني في اختصاصة .. بحيث نرغب الناس بالعسكرة حتى ماديا ..الخ ..

    – ان دفع الشبان للهجرة والاغتراب براي هو من اسوا اسوأ النكسات على سوريا والمجتمع , لا افهم كيف تدفع دولة شبانها الجامعيين من مهندسين واطباء وهم في ذروة عطائهم للاغتراب (خمس سنوات ) ..الى الخليج .. ليتم غالبا غسل دماغ بعضهم ..عبر اللافكر الوهابي والارهاب هناك ..والخ ..

    اصلاح المؤسسة العسكرية ضرورة عسكرية واجتماعية ملحة ( من السكر) جدا جدا جدا ولات ساعة مندم ..

  12. حسام الأخرس
    مارس 17, 2009 عند 7:51 م

    من المهم جدا ان يخدم الانسان ضمن جيش بلده ولن أسرد لكم العقوبات التي تفرض على الأغرار الجدد ولكن عدم احترام بشرية الانسان هي المحزنة فهذه الظاهرة ستجدها في كل بلد ولن تقتصر علينا والعزاء هنا ان يتم توظيف بشر وليس حيوانات هائجة وحمير وما أكثرهم وعلى فرض انه تم توظيفهم على الاقل يجب تزويدهم بلجامات

  13. مارس 17, 2009 عند 7:54 م

    الله يرحم أيامك يا ( غزلان في غابة الذئاب )

  14. مارس 17, 2009 عند 10:42 م

    الأخ أحمد :

    -هل جيشنا بشكله الحالي وبنيته الحالية حقا قادر على جماية البلاد والدفاع عنها (وهذه وظيفته الاساسية )

    حين كنا في موقع يسمح لنا برؤية الوضع وتقييم الحالة كنا نسأل هذا السؤال كثيراً ، لدرجة أن هذا السؤال صار هاجساً مرعباً .

    – المشكلة الاجتماعية : كيف نجعل الانسان السوري يفتخر بخدمته العسكرية , ويعتبرها الشاب السوري عامين تمرس بهما على الحياة والفنون العسكرية وحب الوطن , لا عامين من الذل والمهانة والعمر الضائع ..

    في أحد التدريبات يُطلب من العسكري أن يقف باستعداد مشدود الكفين ، بارز الصدر .
    فكان الإيعاز بهذا الأمر يصاغ على النحو التالي : ” اعتز بنفسك يا حيوان !! ، افتخر بنفسك يا ….. !!! ” . وغالباً يقوم عسكري “قديم ” حاصل على شهادة إعدادية بتدريب العساكر الجدد

    لجعل المواطن يفتخر بخدمته العسكرية يجب أن يتم تدريبه أكاديمياً وميدانياً بطرق لائقة
    تتناسب وتحصيله الدراسي ومكانته الاجتماعية وكيانه كـ بشر .

    لما لا تكون رواتب العسكري في الخدمة مثل رواتب المدني في اختصاصة .. بحيث نرغب الناس بالعسكرة حتى ماديا ..الخ ..

    إن عمدتَ إلى حساب راتب العسكري نظرياً ، تجده مبلغاً محترماً .
    إذ أن نسبة لا بأس بها من الميزانية العامة تقدم للجيش .
    لكن بشكل عملي : يحتسب اللباس المجاني الفاخر الموزّع ، والطعام الشهير ، والتدفئة الممتازة ، وبدل المواصلات المريحة ، والسيارات والمعدات غير العسكرية والـ والـ … إلخ
    تحتسب كلها من راتب العسكري . ويقبض في النهاية مبلغاً يستطيع به شراء 4 أو 5 علب سجائر إن كان يدخّن منتجاً محلياً .

    تحية لك .. وللصديق نايثن

  15. مارس 18, 2009 عند 7:24 م

    خدمة الجيش الإلزامي في بلدنا تعني =

    الاعتماد على الأهل في المصروفات ( بسبب الراتب الجيد الذي نتقاضاه )

    التعويد على الإذلال

  16. مارس 18, 2009 عند 7:52 م

    mohamed
    Ambiguities of domination – Chapter 3
    Acting “As If”: Symbolic Politics and Social Control in Syria
    LISA WEDEEN

    “The following anecdote was related to me during my field work in Syria a few days after the event allegedly took place:
    One day a high-ranking officer visiting the regiment ordered the soldiers to recount their dreams of the night before. A soldier stepped forward and announced: “I saw the image of the leader in the sky, and we mounted ladders of fire to kiss it.” A second soldier followed suit: “I saw the leader holding the sun in his hands, and he squeezed it, crushing it until it crumbled. Darkness blanketed the face of the earth. And then his face illuminated the sky, spreading light and warmth in all directions.” Soldier followed soldier, each extolling the leader’s greatness. When M’s turn came, he stepped forward, saluted the visiting officer, and said: “I saw that my mother is a prostitute in your bedroom.” The beating and discharge followed. Commenting retrospectively on his act, M explained that he had “meant that his country is a whore”.

    Very interesting book.. and must to be read..
    mahamed Thanks 4 sharing

  17. مارس 18, 2009 عند 10:08 م

    أفردَ هاني (مدونة مجنون) تساؤلاً جوهرياً مبنياً على مداخلة أحمد بكداش يقول فيه:
    “هل جيشنا بشكله الحالي وبنيته الحالية حقا قادر على جماية البلاد والدفاع عنها (وهذه وظيفته الاساسية)”؟!!
    وأجاب عليه بقوله: “حين كنا في موقع يسمح لنا برؤية الوضع وتقييم الحالة كنا نسأل هذا السؤال كثيراً ، لدرجة أن هذا السؤال صار هاجساً مرعباً”؟!!
    أعيد فقط هذا التساؤل لكلّ من خدم ومن لم يخدم ومن يريد أن يخدم: هل ترى أيها الجندي الحالي أو القادم إلى حقل الجندية أو يا من أنهيت خدمتك العسكرية، هل ترى بأن هذا الجيش بهذا التدريب قادرٌ على حماية البلاد؟!!
    أنا.. لا أدري.. فلم يتسنّ لي الاطلاع على مقدرات الجيش.. وقدرة جنوده..

  18. مارس 19, 2009 عند 1:50 ص

    طيب أريد أن أطرح سؤال على سؤال أحمد

    هل الجيش – أي جيش – ليقدر أن يحمي بلاد ، فالموضوع منوط بكمية المعدات و المقدرات؟

    أعطيك مثالا
    الجيش الكويتي و بكل معداته و معسكرات التدريب التي لا اعتقد أنها قد يحدث أن تصل ألينا يوما و بكل الرواتب الخرافية التي ينالها أفراد الجيش الكويتي.. والدلال و الترفيه ،فهم بكل بساطة لم يستطيعوا ان يقفوا يوما واحد بوجه الجيش العراقي أثناء الغزو العراقي؟ولهذا قامت الدنيا عليهم من الشيعة بعد أن عادت البلاد على أيدي الجيش الأمريكي: أن حلّو الجيش ووفرو هذه المبالغ والميزانية التي تصرف عليه لأشياء أخرى أهم.
    اورد مثال أخر ..الجيش الأسرائيلي و بكل معداته الخرافية ايضا لم يستطع أن يقضي على عصابة حزب الله في حرب تموز.

    نورد مثال عاشر..السعودية و الجيش السعودي ، و متأكدة مليون بالمئة انهم ليس عندهم أي ثقة بأفرادهم..رغم كل البذخ الي يبذخ عليهم لذلك هم فاتحين قواعدهم للجيش الأمريكي..في حال صار أي هجوم عليهم.
    لذلك عني اعتقد ان فكرة الدفاع عن أرضي ليست بكمية المعدات ولا المعسكرات..الموضوع بمخ الجندي ..بمخ المجموعة ككل .. بالأيمان أولا ان هذه أرضي وبدي ألعن ابوه مين رح يدخل عليها…المشكلة ان الشباب قد خلطت بين هذا الأيمان بأيمان أن ما يقومون به ليدافعوا فيه عن النظام و ليس عن سوريا..

  19. sueno
    مارس 19, 2009 عند 7:03 ص

    ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج ؟
    لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،
    أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،
    أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،
    أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،
    أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،
    أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،
    أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،
    أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،
    أعطونا الحراس والأاقفال وأخذوا الأمان ،،
    أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،

  20. مارس 19, 2009 عند 5:24 م

    sueno
    شكرا لك وللماغوط
    =============
    امنية:
    كلامك ليس دقيقا ابدا ..
    الجيش الحديث , ليس معدات فقط , لكنه مؤسسة تبدا بالانسان وتنتهي باعلم والمعدات وبين البداية والنهاية العديد من عناصر القوة والضعف …

    انت قارنتي بين جيش الكويت وجيش العراق .. وتحدثت عن هزيمة جيش الكويت ا(الحديث كما وصفتي )وانهزامه السريع امام جيش العراق ..
    اولا فوجىء جيش الكويت هذا الذي تتحدثين عنه بجيش دولة شقيقة يعتدي عليه …وهو لم يكن جاهزا للمعركة (وهذا عيب )
    الامر الثاني جيش العراق نفسه الذي تمتدحيه في مثالك هزم شر هزيمة وبسرعه امام قوافل الجيش التحالف الامريكي وسقطت بغداد برقم قياسي ….
    والسبب
    ليس ان جيش العراق ليس مدربا
    وليس ان جيشالعراق لا يملك معدات
    وليس لان العراقي خائن
    بل لان ذاك الجيش كان يراد له ان يكون جيش صدام حسين
    لا جيش العراق ..
    ولان
    العبد لا يكر يا امنية ..
    العبد لا يكر ..

  21. مارس 19, 2009 عند 6:18 م

    أحمد
    ما أوردته من أمثلة لم يكن بصدد “شرشحة” جيش على حساب جيش. و ابدا ليس بصدد مدح الجيش العراقي .
    هذه الأمثلة لتوضح سؤالي مقابل السؤال الذي طرحته و ما يطرحه من يدخل الجيش..فكرة اننا هل نحن بوضعنا الحالي قادرون على الدفاع عن البلد اذا ما حدث ووضعنا في في اي حالة دفاعية؟
    لست بتلك المثقفة عسكريا و لكني اعتقد أنه ليس هناك شي في قاموس الجيوش الحالية تدعى “فوجئ” .كيف يعني فوجئ؟ أوردت مثال مثل الجيش الكويتي.. و أكيد انت تعلم مدى التقنيات الحديثة التي يمتلكونها.. من رادارات من شاشات من …الخ الخ..يعني مرة أخرى أسال كيف يعني فوجئ..وفي حال مثلما أوردت فوجئ..أين الخطط الي يجب ان تكون موضوعة في حال حدث مثل هذه المفاجأة؟ نحن نتكلم عن أمن أرض و ليس أمن بنك.!
    هل هذه هي الخطط البديلة؟ استدعوا الجيش الأمريكي ؟
    ومن ثم قد ترى مدى خطورةما حدث..أن الجيش العراقي الذي لم يقف بوجه الأمريكي يوما واحدا أيضا . هو نفسه دخل الأرض الكويتية بيوم واحد.!

    أوردت هذه الأمثلة لأصل لفكرة أن الدفاع ليس متعلق بالمعدات فقط…
    أسفة لم أفهم تماما أخر سطرين.. لكن اتفق معك بجزئية أن الجيش يبدأ ببناء الأنسان..ككل مؤسسة اخرى.

  22. مارس 19, 2009 عند 6:33 م

    أمنية..

    Nathan says:
    شو يعني لا يكر؟
    ahmad says:
    هههههههههههههههههههه
    ahmad says:
    ما بتعرف هاد القول مقتبس من عنترة العبسي
    Nathan says:
    يعني من الكر؟ يعني هادا الحيوان اللي بيشبه الحمار؟
    ahmad says:
    لا لا
    ahmad says:
    خليني قلك
    هاد عنترة كان عبد عند مدري مين
    وكان يتعرض للظلم ومدري شو
    كانت مهمته الرعي ومدري شو فقط
    مرة اجا غزو على القبيلة
    فاجا سيده وقال له
    قوم احمل سيف ودافع عنا
    قلو
    فشر
    انا عبد وما شغلتي
    قلو
    لك عنترة بقوصك بالآر بي جي هاه
    بخوزقك يعني
    قلو ابدا يا سيدي ومالكي
    Nathan says:
    ما كان في ار بي جي بهداك الوقت
    يحرئ حريشك شو كزاب
    ahmad says:
    فالعبد لا يكر
    Nathan says:
    خليك موضوعي شوي احسنلك ها
    ahmad says:
    قلو
    سيده يعني
    يعني ابوس عينك يا عنترة
    والله انا بعرفك جدع وزلمة
    Nathan says:
    كمان ما قله ابوس عينك لانو عنتره ومعلمه ما كانو حلبية
    ahmad says:
    الك مني هدية خط سيرياتيل
    Nathan says:
    ههههههههههههههههههه
    بهداك الوقت ما كان في تغطية بالصحراء..
    لا تخنتا كتير
    ahmad says:
    قلو لا لا ابدا
    انا عبد ما بيلزملي الموبايل
    قلو الله يخليك ليك الفرسان على الدبابات رح يوصلو للخيمة
    قلو ابدا العبد لا يكر
    هاد سيده قلو
    لك كر وانت حر
    هون قلو اي تكرم عيون عبلة
    Nathan says:
    ايوا
    يعني من الكر والفر
    ahmad says:
    وكر عليهم عنترة
    وقتل منهم الف مؤلفة
    Nathan says:
    الف دفعة وحدة
    ahmad says:
    وقال بيت شعره الشهير
    Nathan says:
    لو قلت 999 كنت صدقتك
    Nathan says:
    اني رايتك والرماح نواهل
    وبيض القنا تسير في جيب بنطلوني
    ahmad says:
    هلاّ سألتِ الخيل َ يا ابنة مالكٍ

    إن كنتِ جاهلة ً بما لم تعلمِِ

    يخبرك من شهد الوقيعة َأنني

    أغشَى الوغَى وأعفّ ُعند المغنم

    Nathan says:
    يخبرك من شهد الوقيعة َأنني

    أغشَى الوغَى وأعفّ ُعند المغنم
    عفوا بس هادا البيت إلي
    ahmad says:
    ولقد ذكرتُك ِ و الرماحُ نواهلٌ

    مني وبيضُ الهندِ تقطرُ من دم

    فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها

    لمعتْ كبارق ِ ثغرك ِ المتبسّ
    ahmad says:
    ههههههههههه
    لا بجد المقولة لعنترة
    وبهكذا حوار مشابه
    Nathan says:
    لا حبيبي كل المقولة ألو ما بنختلف بس هادا البيت بالزات إلي
    ahmad says:
    العبد لا يكر

  23. مارس 19, 2009 عند 6:42 م

    العبد لا يكر .. صحيح .

    الفكرة بمجملها تدور حول : ”

    سقطت آخر محظياتنا

    في يد الروم فعن ماذا ندافع؟

    لم يعد في قصرنا جارية واحدة

    تصنع القهوة و الجنس

    فعن ماذا ندافع؟؟ ”

    طبعاً الكلام للقباني . وهو مجازي 🙂

    جيش الوطن يدافع عن الوطن ، وجيش أمير المؤمنين يدافع عن أمير المؤمنين .

    بيقولو : ” توب العيرة ، ما بيدفي ، وإن دفا .. فما بيدوم ” .

  24. مارس 20, 2009 عند 3:45 م

    قال أحمد بكداش:
    بل لان ذاك الجيش كان يراد له ان يكون جيش صدام حسين
    لا جيش العراق ..

    أقول: يسلم تمّك. إختصرت كلام الكتب بهالجملة. نقطة على السطر.

  25. مارس 20, 2009 عند 8:51 م

    That Wadeen thingy is very interesting…

  26. الوضع ممل
    أفريل 5, 2009 عند 6:57 م

    اتذكر فلما جميلا عن الثوره الايرلنديه ….يتحدث عن جماعه من الشباب ….كانوا ضد الاضطهاد الالنكليزي و…المهم تحدث الاحداث عن تشكيل مجموعه منظمه بسيطه التفكير كان هدفها الوحيد هو النيل من نظام المخابرات ….( طبعا هذه القصه حقيقيه)
    عموما …يتم التخطيط على قتل والنيل من ضباط المخابرات الواحد تلو الاخر عبر شراء ورشوء قسم الذاتيه للمخابرات ومعرفه معلوماتهم والنيل من ( THEIR ASS) وهكذا مع نوع من الحذر استطاعوا اذلال نظام المخابرات ….وتوجيه صفعه كبيره له ….انا شخصيا لن اتدخل من سياسه المعلم ابو حافظ ولكن كرهي ….للحاشيه الخروات ….مايقلق راسي ….فاذا استطعنا تنظيفهم والنيل منهم ….وانا ابو جون المفتي العام …احل دمهم لمستقبل اجمل
    سوري مغترب ( هلق الحكي اسهل من الفعل و بتكن تقول يابا ….هادا ابو جون هنيك والفلقه هون ….ولكن اكبر مشروع ممكن يبلش بفكره او سرقه فكره……)

  27. فجوة
    أكتوبر 7, 2009 عند 2:56 م

    وكأنني اعيش التيه هنا

  1. مارس 16, 2009 عند 6:04 م
  2. مارس 21, 2009 عند 3:17 م
  3. مارس 25, 2009 عند 4:50 م
  4. مارس 30, 2009 عند 4:10 م

اترك رداً على Ahmad Bekdash إلغاء الرد